لا، يا فتى الشعر الدهريَّ الأشيب!
وأما “الدهري”، فعائدةٌ على الفتى، وأما الأشيب فمحض إضافة لمنع الحسد.
الشاعر الحق لا يشيب لأنه يسكن قلبَ طفل، ولأن طفلاً أبديا يسكن قلبه.
فلا تخف، يا شربل بعيني، من الشيب والكهولة لأنهما مفردتان لا تعرفان طريقهما إلى قاموسك.
واما (لا) في صدر رسالتي فعائدةٌ على قولك إن صورتي أنقذت الديوان. صورتي جميلة بقصائد الديوان، ولولا الشعر العذب لظلّت محض صورة من آلاف الصور دون روح ولا معنى.
قصيدة الخوري بديعة بديعة. ومنذ اليوم لن أخشى الليل ولا البرد لأن لي شالا من الشعر أتدثر به في وحدتي المستطيلة الباردة، كما قال الشاعر. فاشكرْه عني واشكرْ نفسَك عني كذلك.
الشكر لك على الشال الدافئ الذي غزلته لي بصبر بانيلوب وحبها وإخلاصها لعوليس، فحماها من الشطار والخطاب الرابضين عند بابها لا يبرحونه، والشكر للخوري على لفت نظري إلى ما يكسو كتفي منذ شهر ولم ألمحه.
قصيدة وجه الله سأنشرها في صفحتي، ولكن امنحني الرابط لديك لأنني ضيعته والبحث في موقعك عسير على جنيّة صغيرة مثلي لا تستقر إلا فوق الشجر.
كل ما كُتب وسوف يُكتب عن ديوانك جميلٌ وراق، لأن المادة المكتوب عنها- شعرك- راق وجميل. فلا تقلق لأن النقد سيكون محترما وإن كان سلبيًّا لأن الجميل لا يستنطق إلا جميلا.
تعليق على قصيدة فؤاد نعمان الخوري عن ديوان "فافي" ـ القاهرة 2013
**
