المجنونة عادت..
والأبرياء على أسرّتهم يتأوهون..
لكن بسمةً مارقة مرّت بوجوههم حين رأوني.
أحدهم ظل ممسكا بيدي يرفض أن يتركها فوق صدره المُدثّر بالضمادات وأنابيب المحلول تخترق وريده..
اسمه راضي..
علمت بعد قليل من الطبيب أن رصاصة اخترقت كليته،
ولتوّه خرج من العمليات،
كان يرمقني بين اليقظة والنوم بتأثير البنج ويقول لي من وراء الأنبوب في فمه:
بحبك أوي..
قلت له: سامحنا لما فعل السفهاء منا،
فقال لي: أنتي بتعتذري؟ أنتِ ملاك.
تصور يا شربل بعيني؟
لماذا يقتلُ إنسانٌ إنسانا؟
بل كيف؟
بل بأي حقٍّ؟
هل هو الله؟
الله واهبُ الحياة، وهو وحده نازعها؟
متى نصبح بشرا يا شربل؟
**
