الشاعر والقطار

 
 طبيبك لصٌّ..
   يجلس مجانًا مع شاعر ويستمتع بأفكاره وجنونه وتحليقه..
   ثم بدلاً من أن يدفع له مقابل ما تعلّم من جنون الشعراء، يأخذ منه مالاً!
   يا إلهي!
   عليك أن تسترد أموالك ثم تأخذ عن كل جلسة منحته إياها ألف دولار كمبلغ رمزيّ.
   انشر القصيدة كما نشرتها في صفحتي ودع الناس يتعلمون كيف يفكر الشعراء خارج الصندوق،
   وكيف يسيرون هم المساكين فوق القضبان مثل القطارات التعسة،
بينما الشعراء ينطلقون مثل الطيارات الورقية، لا قانون يحدّها إلا قانون الجمال والحرية:
"طيري يا طيارة طيري 
فوق سطح الجيران، 
نفسي أرجع بنت زغيرة 
وينساني الزمان"
   أما القطار المسكين، فإن حاول أن يُبدع ويخرج عن القضيبين، صنع كارثة مروعة،..
   فهو لم يُخلق إلا للسَّوْس والانقياد والسمع والطاعة.. بينما الشاعر حرٌّ ُيضيق الكونُ  عن تحليقه.
   علّمِ الناسَ الطيرانَ والتحليق والجنون والحب يا شربل بعيني..
   ثم عش ألف عام وعام.
القاهرة 2013
**