أنا لا أخاف

   نعم يا شربل
   ليست وحيدة من تحوز كل هذه القلوب الطيبة من حولها.
   صدقت.
   كلماتكم تجعل البيت البارد دافئًا والسقف الجاف من المطر رِيًّا.
   قل لجوزاف بو ملحم، ولشربل بعيني، إن فافي جميلة لأنها تنظر إليكم فينعكسُ جمالُكم على صفحة وجهها، فيظنها الرائي جميلة. لكنها لصّة جمال مثلما البدر لصُّ ضياء.
   بوذا مسكين.
   يقول لي حرريني من صخري الذي يُكبّلني وأنا أكتب لك قصائد أجمل من "أبو الشوش"!
   لكنه كاذب.
   فالشاعرُ لا يطلب كسر قيد لأن القيد لا يعرف طريق الشعراء. لو كان شاعرا حقا لكسر قيده بنفسه؟
   فأنت مثلا انتحرت من قبل ثلاث مرات، ومازلنا ننتظر الرابعة :) هكذا الشاعر حين يجنّ، "ومن الشباك لارميلك حالي. مش يقولي اكسري القيد وانا اوريكي؟ "..
   لا تهددني، ولا تهدد جوزاف أيها الفتى الشرير.
   فأنا لا أخاف أن ترسل وردات جوزاف لي، إلى زوجته. لا أقلق من غضبتها على زوجها الجميل لأنني أعرف معدن زوجات الأدباء. أعرف الطينة التي قدّهنّ اللهُ منها. لسن كزوجات الملوك والرؤساء والمهندسين والأطباء والفلاحين والساسة ورجال الأعمال المترهلين بالثراء أو النفوذ. التي تتزوج أديبا هي امرأة مجنونة بامتياز. فاتنة عالمة ذكية لا مثيل لها. امرأة قرأت كتالوج الأدباء وتعرف كيف يُعاملون. هم في النهاية أطفال، وكل امرأة تعرف كيف يُعامل الأطفال. ولا بد أن تكون هي أيضا طفلة وإلا لن يلعب معها رفيقها الطفل.
   سوف تضحك وهي تقرأ كلام جوزاف عني وتقول: "شو فيها؟! عادي! جوزاف زوجي جميل، وجماله ينطبع على وجه كل من يلتقيه، فيراه جوزاف جميلا. ولأن عينيه جميلتان، فهو يرى الكون جميلا والبشرَ جميلين. ألم يعلمنا هذا عرّابُنا جبران: كن جميلا ترى الوجودَ جميلا. اسكت أيها الشربل ولا تحاول الوقيعة بيني وبين زوجي الطيب.”
هذا نصُّ كلامها..
   أما بوذا، فيتلصص الآن على رسالتي لك ويقول: سأتعلم الشرَّ منكم أيها المجانين، على آخر الزمن. كنت محترماً وبعقلي في الهند، شو وداني ع سيدني يا هوووووووو!
القاهرة 2013
**