عش ألف عام

يا شربل بعيني..
عش ألف عام،
واكتبْ ملايين القصائد،
وتنفس شعرا وحبًّا وجمالا ورقيًّا.
فلم يخلقك اللهُ إلا من أجل هذا.
وزِّع اللهَ على البشر،
ما شاء لك الوقتُ،
فالبشر مساكينُ،
 يستحقون الحبّ ويستحقون أن ينالوا قطعة من الله،
حتى الأشرار يستحقون،
حتى من خانونا يستحقون،
بل هم أحقُّ من يستحقون،
لأنهم تعساء لم يقدّروا كنوز القلوب فباعوها للشرير،
فأهدرَ ماءها العذب،
واستبدل به ماءً مِلحًا أجاجًا،
عش ألف عام واكتب نثرًا يحمل من ماء الشعر أكثر مما تحمل قصائد الشعراء،
واكتبْ شعرًا لم تعرفه مدوّنة العرب،
ولا الإنجليز،
عش ألف عام واعشق عشرات الليالي،
ولا تخش اسمَ اية امرأة،
بل ظلّ ردّده ألف مرة في اليوم،
حتى تبرأ منه،
لا تخف من وجع القلب،
ففيه صحّة للبدن،
القلوب العليلة وحدها تطفر الشعر.
القلوب الصحيحة التي لم يمسّها الوجعُ لا تكون إلا للعماليق الأفظاظ،
ذوي الأجسام الهائلة والقلوب الضئيلة،
والعقول المصدوعة،
أما قلوب الشعراء فلا يسكنها سوى الوجع،
الوجع النبيل،
عش موجوعًا لتصحّ روحك،
روحك يا شربل بريئة من السقم..
لأنها روح شاعر،
ولأنها روح عاشق،
أنت صَبٌّ والصبُّ تفضحه عيونه وقصائده،
عش صبًّا ولا تخشَ الموت،
فمثلك لا يموت،
لأن روح الفينيق تسكنه،
عش ألف عام واسكن أعالي الجبال كالنسور،
واملأ الدنيا شدوَ الكناريا،
ولا تقل إن هذا الفيديو آخر هداياك لي،
فهداياك لي لم تبدأ بعد،
أنت كنز من الإلهام،
 سيتجلى قصائدَ ومقالاتٍ وأشعارًا،
حبي أيها الأخ الذي سيحملني على كتفيه طيلة النهار،
ويطير بي لأحلق فوق الرُّبى العاليات.
القاهرة 2013
**